طريقة تحضير حلوى الشباكية المغربية التقليدية

طريقة تحضير حلوى الشباكية المغربية التقليدية 

إذا كنتَ قد زرتَ المغرب أو شاركتَ في مائدةٍ رمضانيةٍ مغربية، فمن المؤكد أنكَ رأيتَ طبقًا من الحلوى الذهبية المقرمشة، المغموسة في العسل والمزيّنة بالسمسم: إنها الشباكية المغربية، الحلوى التي أصبحت رمزًا للمناسبات الخاصة، لا سيّما في شهر رمضان. تُعدّ الشباكية جزءًا لا يتجزأ من التراث المغربي، حيث تُقدَّم إلى جانب الحريرة، مما يضفي لمسةً حلوةً تُكمّل نكهات الإفطار.
لكن، ما الذي يجعل هذه الحلوى مميزة؟ السرّ يكمن في طريقة تحضير حلوى الشباكية المغربية التقليدية، التي تعتمد على مزيجٍ من التوابل العطرية، مثل اليانسون والقرفة، مع لمسةٍ من ماء الزهر، قبل أن تُقلى حتى تكتسب ذلك اللون الذهبي الشهيّ. هل تساءلتَ يومًا عن طريقة تحضير حلوى الشباكية المغربية التقليدية بالتفصيل؟ في هذا المقال، سنستعرض المكونات الأساسية، وخطوات الإعداد، ثم نكتشف تنوّع أشكالها ونناقش أصلها التاريخي.

مكونات حلوى الشباكية:

لتحضير الشباكية المغربية بنكهتها الأصيلة، تحتاج إلى مجموعةٍ من المكونات التي تمنحها طعمها الفريد وقوامها المقرمش. يُستخدم الدقيق والزبدة المذابة والزيت النباتي كأساسٍ للعجين، بينما يُضفي البيض والسمسم المحمّص والمطحون لمسةً غنيةً. ولتعزيز النكهة، تُضاف القرفة، واليانسون، والكركم، والملح، مع مكوّنٍ سحري يمنحها عطرًا لا يُقاوم: ماء الزهر. أما التخمير، فيتم باستخدام الخميرة الفورية المُذابة في القليل من الماء الفاتر مع الخل، مما يضمن قوامًا متماسكًا. وأخيرًا، بعد القلي، تُغمس في العسل الدافئ، وتُزيَّن بالسمسم المحمّص لمذاقٍ لا يُنسى.

طريقة تحضير حلوى الشباكية:

كيف يتم إعداد هذه الحلوى الشهية؟ الأمر بسيط، لكنه يتطلب بعض الدقة.

في وعاءٍ عميق، يُخلط الدقيق مع الزبدة المذابة والزيت، ويُفرك جيدًا حتى تتشبع المكونات ببعضها.
يُضاف السمسم المطحون، والقرفة، واليانسون، والكركم، والملح، ثم تُخلط العناصر للحصول على خليطٍ متجانس.
تُذاب الخميرة في ماءٍ فاترٍ مع الخل، ثم تُضاف إلى المزيج السابق، مع إضافة ماء الزهر تدريجيًا حتى تتشكل عجينةٌ متماسكة.
تُغطّى العجينة وتُترك لترتاح، مما يساعد على تسهيل التشكيل.
بعد ذلك، تُفرد العجينة وتُقطع إلى أشكال الشباكية المتشابكة التقليدية، ثم تُترك لترتاح مرةً أخرى.
تُقلى القطع في زيتٍ ساخنٍ حتى تكتسب لونًا ذهبيًا جميلًا، ثم تُغمس فورًا في العسل الدافئ لضمان امتصاصها للحلاوة.
أخيرًا، تُصفّى وتُزيَّن بالسمسم المحمّص، وتُترك لتبرد قبل التقديم.

أصل حلوى الشباكية: مغربيٌّ أم جزائريّ؟

يُثار الجدل أحيانًا حول أصل بعض الحلويات التقليدية، لكن لا شكّ أن الشباكية مغربية الأصل. فهي تُعدّ واحدةً من أشهر الحلويات في المطبخ المغربي، خصوصًا خلال شهر رمضان، حيث لا تكاد تخلو مائدة الإفطار منها إلى جانب الحريرة.
لكن، هل هذا يعني أن الجزائر لا تمتلك حلوياتٍ مشابهة؟ بالطبع لا! ففي المطبخ الجزائري، نجد القريوش، وهو نوعٌ قريبٌ من الشباكية، لكنه يختلف في الشكل وطريقة التحضير. ورغم هذا التشابه، تظلّ الشباكية بمكوناتها الفريدة وتصميمها المتشابك جزءًا أصيلًا من التراث المغربي.

أنواع الشباكية المغربية:

ما يميز الشباكية أنها ليست نوعًا واحدًا، بل هناك عدّة أشكالٍ ونكهات، تختلف باختلاف المناطق والطرق المتّبعة في تحضيرها.

1. الشباكية التقليدية (المخرقة)

وهي الأكثر شهرةً وانتشارًا، خصوصًا في رمضان.
تُعدّ بعجينةٍ معطّرة باليانسون، والقرفة، وماء الزهر، ثم تُقطع إلى أشرطةٍ متشابكة، تُقلى، وتُغطّس في العسل، وأخيرًا تُزيَّن بالسمسم.

2. الشباكية الوردة (الفقاصية أو الزهرية)

يتميّز هذا النوع بشكله الذي يشبه الوردة، مما يجعله أكثر جاذبيةً على الموائد.
كما أنه أكثر قرمشةً وأخفّ وزنًا مقارنةً بالشباكية التقليدية، وغالبًا ما يُزيَّن باللوز المجروش بدلًا من السمسم.

3. الشباكية السهلة (السلوكية)

لمن يبحث عن وصفةٍ سريعة، فهذه هي الخيار الأمثل!
تُحضّر بعجينةٍ بسيطةٍ تُقطع إلى أشكالٍ مستطيلةٍ أو دائرية، ثم تُقلى وتُغمّس في العسل دون الحاجة إلى التشكيل المعقد.

4. الشباكية الفاسية

كما يوحي اسمها، تنحدر هذه الشباكية من مدينة فاس، وتشتهر بكونها أكثر هشاشةً ودقةً في التشكيل، حيث تحتاج إلى مهارةٍ كبيرةٍ لإتقانها.
أحيانًا، تُزيَّن باللوز المحمّص بدلًا من السمسم، مما يمنحها لمسةً راقيةً.

5. الشباكية باللوز

يُعتبر هذا النوع الأكثر فخامةً، إذ تحتوي العجينة على اللوز المطحون، مما يجعلها غنيةً بالنكهة وناعمة الملمس.
تُقدَّم عادةً في المناسبات الخاصة، وتُعدّ من الحلويات المميزة التي تعكس الذوق المغربي الرفيع.

ختامًا

سواءٌ كنتَ من عشاق الشباكية التقليدية أو تفضّل تجربة أنواعها المختلفة، فإن هذه الحلوى تظلّ جزءًا أساسيًا من المائدة المغربية، خاصةً خلال شهر رمضان. فهل جربتها من قبل؟ وإذا كنتَ قد تذوّقتها، أيُّ نوعٍ منها تفضّله؟
تعليقات